فصل: الإعراب:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.[سورة فاطر: الآيات 13- 14]:

{يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ وَيُولِجُ النَّهارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى ذلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ ما يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ (13) إِنْ تَدْعُوهُمْ لا يَسْمَعُوا دُعاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ (14)}.

.الإعراب:

{في النهار} متعلّق ب {يولج}، وكذلك {في الليل}، وفاعل يولج في الموضعين، وفاعل {سخر} يعود على اللّه {لأجل} متعلّق ب {يجري}، والإشارة في {ذلكم} إلى المتّصف بالصفات السابقة، مبتدأ خبره الأول اللّه، وخبره الثاني ربّكم له متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ الملك.. والجملة خبر ثالث الواو عاطفة {من دونه} حال من مفعول تدعون المقدّر ما نافية {قطمير} مجرور لفظا منصوب محلّا مفعول به.
جملة: {يولج الليل} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {يولج النهار} لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: {سخّر} لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: {كلّ يجري} في محلّ نصب حال من الشمس والقمر.
وجملة: {يجري} في محلّ رفع خبر المبتدأ {كلّ}.
وجملة: {ذلكم اللّه} لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: {الذين تدعون} لا محلّ لها معطوفة على جملة ذلكم اللّه.
وجملة: {تدعون} لا محلّ لها صلة الموصول {الذين}.
وجملة: {ما يملكون} في محلّ رفع خبر المبتدأ {الذين}.
(14) لا نافية {يسمعوا} مضارع مجزوم جواب الشرط لو حرف شرط غير جازم ما نافية {لكم} متعلّق ب {استجابوا} {يوم} ظرف زمان منصوب متعلّق ب {يكفرون}، وكذلك {بشرككم}، الواو استئنافيّة لا نافية.
وجملة: {تدعوهم} لا محلّ لها تعليليّة- أو استئناف بيانيّ- وجملة: {لا يسمعوا} لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء.
وجملة: {سمعوا} لا محل لها معطوفة على جملة تدعوهم.
وجملة: {ما استجابوا} لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: {يكفرون} لا محلّ لها معطوفة على جملة تدعوهم.
وجملة: {لا ينبّئك مثل خبير} لا محلّ لها استئنافيّ.

.الصرف:

{قطمير} اسم لما يغلّف نواة التمر من قشر.. أو هو شقّ النواة- وهو اختيار المبرّد- وزنه فعليل.

.الفوائد:

من أنواع لو:
من أنواع لو ما لا يعقل فيه بين الجزأين ارتباط مناسب، وهو قسمان:
1- ما يراد فيه تقرير الجواب، وجد الشرط أو فقد، ولكنه مع فقده أولى. وذلك كالأثر عن عمر رضي اللّه عنه: نعم العبد صهيب لو لم يخف اللّه لم يعصه فإنه يدل على تقرير عدم العصيان على كل حال، وعلى أن انتفاء المعصية مع ثبوت الخوف أولى، وإنما لم تدل على انتفاء الجواب لأمرين:
أحدهما: أن دلالتها على ذلك إنما هو من باب مفهوم المخالفة. وفي هذا الأثر دل مفهوم الموافقة على عدم المعصية، لأنه إذا انتفت المعصية عند عدم الخوف فعند الخوف أولى، وإذا تعارض هذان المفهومان قدم مفهوم الموافقة.
الثاني: لما فقدت المناسبة انتفت العلّيّة، فلم يجعل عدم الخوف علة عدم المعصية، فعلمنا أن عدم المعصية، معلل بأمر آخر، وهو الحياء والإعظام، وذلك مستمر مع الخوف، فيكون عدم المعصية عند عدم الخوف مستندا إلى ذلك السبب وحده، وعند الخوف مستندا إليه فقط، أو إليه وإلى الخوف. وعلى ذلك تتخرج آية لقمان وَلَوْ أَنَّما فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ ما نَفِدَتْ كَلِماتُ اللَّهِ لأن العقل يجزم بأن الكلمات إذا لم تنفد مع كثرة هذه الأمور فلأن لا تنفد مع قلتها أولى. وكذا في الآية التي نحن بصددها وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجابُوا لَكُمْ لأن عدم الاستجابة عند عدم السماع أولى، وكذا وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا فإن التولي عند عدم الإسماع أولى.
2- أن يكون الجواب مقررا على كل حال، من غير تعرض لأولوية، نحو {وَلَوْ رُدُّوا لَعادُوا لِما نُهُوا عَنْهُ}، فهذا وأمثاله يعرف ثبوته بعلة أخرى مستمرة على التقديرين، والمقصود في هذا القسم تحقيق ثبوت الثاني، وأما الامتناع في الأول فإنه وإن كان حاصلا لكنه ليس المقصود.
ويتضح من خلال ذلك فساد قول القائل بأن لو حرف امتناع لامتناع، وأن العبارة الجيدة قول سيبويه رحمه اللّه حرف لما كان سيقع لوقوع غيره.

.[سورة فاطر: الآيات 15- 18]:

{يا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَراءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (15) إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ (16) وَما ذلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ (17) وَلا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى وَإِنْ تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلى حِمْلِها لا يُحْمَلْ مِنْهُ شيء وَلَوْ كانَ ذا قُرْبى إِنَّما تُنْذِرُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَمَنْ تَزَكَّى فَإِنَّما يَتَزَكَّى لِنَفْسِهِ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ (18)}.

.الإعراب:

{يا أيها الناس} مرّ إعرابها، {إلى اللّه} متعلّق بالفقراء {هو} ضمير فصل {الغنيّ} خبر المبتدأ اللّه.
جملة: {يا أيها الناس} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {أنتم الفقراء} لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: {اللّه} {الغنيّ} لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء.
(16) {بخلق} متعلّق ب {يأت}.
وجملة: {يشأ} لا محلّ لها استئناف في حيّز النداء.
وجملة: {يذهبكم} لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء.
وجملة: {يأت} لا محلّ لها معطوفة على جملة يذهبكم.
(17) الواو عاطفة ما نافية عاملة عمل ليس {على اللّه} متعلّق بعزيز {عزيز} مجرور لفظا منصوب محلّا خبر ما.
وجملة: {ما ذلك} {بعزيز} لا محلّ لها معطوفة على جملة يشأ.
(18) الواو عاطفة لا نافية {وازرة} فاعل مرفوع على حذف موصوف أي نفس وازرة {وزر} مفعول به منصوب {أخرى} مضاف إليه مجرور وعلى حذف موصوف أي نفس أخرى {مثقلة} فاعل تدع وعلى حذف موصوف أي نفس مثقلة {إلى حملها} متعلّق ب {تدع}، ومفعول تدع محذوف أي تدع نفس نفسا لا نافية {يحمل} مضارع مجزوم جواب الشرط مبنيّ للمجهول {منه} متعلّق ب {يحمل}، {شيء} نائب الفاعل الواو حاليّة لو حرف شرط غير جازم، واسم كان ضمير يعود على المدعو المفهوم من سياق الكلام ذا خبر كان منصوب، {إنّما} كافّة ومكفوفة {بالغيب} حال من المفعول- أو الفاعل- الواو استئنافيّة- أو عاطفة- {تزكّى} فعل ماض مبنيّ في محلّ جزم فعل الشرط الفاء رابطة لجواب الشرط {إنّما} مثل الأولى {لنفسه} متعلّق بحال من فاعل يتزكّى الواو عاطفة {إلى اللّه} خبر مقدّم.
وجملة: {لا تزر وازرة} لا محلّ لها معطوفة على جملة يشأ.
وجملة: {تدع مثقلة} لا محلّ لها معطوفة على جملة يشأ.
وجملة: {لا يحمل منه شيء} لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء.
وجملة: {كان ذا قربى} في محلّ نصب حال.. وجواب الشرط. محذوف دلّ عليه ما قبله.
وجملة: {إنّما تنذر} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {يخشون} لا محلّ لها صلة الموصول {الذين}.
وجملة: {أقاموا} لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: {من تزكّى} لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّما تنذر.
وجملة: {تزكّى} في محلّ رفع خبر المبتدأ من.
وجملة: {يتزكى} في محلّ جزم جواب الشر.
وجملة: {إلى اللّه المصير} لا محلّ لها معطوفة على جملة من تزكّى.

.الصرف:

(18) مثقلة: مؤنّث مثقل، اسم مفعول من الرباعيّ أثقل، وزنه مفعل بضمّ الميم وفتح العين.
{حملها}، اسم لما يحمل، الجمع أحمال زنة أفعال حمولة زنة فعولة بضمّ الفاء.

.البلاغة:

1- المبالغة: في قوله تعالى: {أَنْتُمُ الْفُقَراءُ إِلَى اللَّهِ}.
عرّف الفقراء للمبالغة في فقرهم، كأنهم لكثرة افتقارهم، وشدة احتياجهم هم الفقراء فحسب، وأن افتقار سائر الخلائق بالنسبة إلى فقرهم بمنزلة العدم.
ولذلك قال تعالى: {وَخُلِقَ الْإِنْسانُ ضَعِيفًا}.
2- جناس الاشتقاق: في قوله تعالى: {وَلا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى}.
فالجناس بين تزر ووازرة ووزر. والوزر كما في المصباح الإثم. والوزر الثقل أيضا ومنه يقال وزر يزر من باب وعد إذا حمل الإثم.

.[سورة فاطر: الآيات 19- 23]:

{وَما يَسْتَوِي الْأَعْمى وَالْبَصِيرُ (19) وَلا الظُّلُماتُ وَلا النُّورُ (20) وَلا الظِّلُّ وَلا الْحَرُورُ (21) وَما يَسْتَوِي الْأَحْياءُ وَلا الْأَمْواتُ إِنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَنْ يَشاءُ وَما أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ (22) إِنْ أَنْتَ إِلاَّ نَذِيرٌ (23)}.

.الإعراب:

الواو استئنافيّة ما نافية لا زائدة لتأكيد النفي في المواضع الخمسة، {الظلمات} {النور} {الظل} {الحرور} ألفاظ معطوفة بحروف العطف على الأعمى والبصير كلّ بما يقابله ما مثل الأولى {الأموات} معطوف على الأحياء ما الثالثة نافية عاملة عمل ليس {مسمع} مجرور لفظا منصوب محلّا خبر ما {في القبور} متعلّق بمحذوف صلة من.
إن نافية إلّا للحصر {نذير} خبر المبتدأ أنت.
جملة: {ما يستوي الأعمى} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {ما يستوي الأحياء} لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: {إنّ اللّه يسمع} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {يسمع من يشاء} في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: {يشاء} لا محلّ لها صلة الموصول من.
وجملة: {ما أنت بمسمع} لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّ اللّه يسمع.
وجملة: {إن أنت إلّا نذير} لا محلّ لها تعليليّة- أو استئناف بيانيّ-

.الصرف:

{الحرور}، مصدر حرّ يحرّ باب ضرب وباب نصر وهو اشتداد حرّ الشمس وغيره، أو هو اسم للريح الحارة. قال أبو عبيدة:
أخبرنا رؤبة أن الحرور بالنهار والسموم بالليل- واللفظ مؤنّث وزنه فعول بفتح الفاء.

.البلاغة:

التمثيل والطباق: في قوله تعالى: {الْأَعْمى وَالْبَصِيرُ}.
مثل للمؤمن والكافر والظلمات والنور، مثل للحق والباطل وكذلك الظل والحرور والأحياء والأموات، مثل للذين دخلوا في الإسلام والذين لم يدخلوا فيه وأصروا على الكفر.

.[سورة فاطر: الآيات 24- 26]:

{إِنَّا أَرْسَلْناكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلاَّ خَلا فِيها نَذِيرٌ (24) وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ جاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ وَبِالزُّبُرِ وَبِالْكِتابِ الْمُنِيرِ (25) ثُمَّ أَخَذْتُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَكَيْفَ كانَ نَكِيرِ (26)}.

.الإعراب:

{إنّا} حرف مشبّه بالفعل واسمه {بالحقّ} متعلّق بحال من المفعول أو من الفاعل {بشيرا} حال من المفعول منصوبة الواو عاطفة إن حرف نفي {أمّة} مجرور لفظا مرفوع محلّا مبتدأ- معتمد على نفي- إلّا للحصر {فيها} متعلّق ب {خلا}.
جملة: {إنّا أرسلناك} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {أرسلناك} في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: {إن من أمّة إلّا خلا} لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: {خلا فيها نذير} في محلّ رفع خبر المبتدأ {أمّة}.
(25) الواو عاطفة الفاء رابطة لجواب الشرط قد حرف تحقيق {من قبلهم} متعلّق بمحذوف صلة الذين {بالبيّنات} متعلّق بحال من رسلهم {بالزبر} {بالكتاب} متعلّقان بما تعلّق به الجارّ الأول.
وجملة: {يكذّبوك} لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّا أرسلناك.
وجملة: {قد كذّب الذين} في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: {جاءتهم رسلهم} في محلّ نصب حال من الموصول.
(26) الفاء عاطفة {كيف} اسم استفهام للتقرير في محلّ نصب خبر كان {نكير} اسم كان مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على ما قبل ياء المتكلّم المحذوفة لمناسبة فواصل الآيات.. و الياء المحذوفة مضاف إليه.
وجملة: {أخذت} في محلّ جزم معطوفة على جملة كذّب الذي.
وجملة: {كفروا} لا محلّ لها صلة الموصول {الذين}.
وجملة: {كان نكير} معطوفة على جملة أخذت الذين.. لأن الاستفهام هنا تقريريّ أي: عاقبت الذين كفروا فكان إنكاريّ في محلّه.